حديث: "ما من امرأة وضعت ثيابها في غير بيتها إلا هتكت سترا بينها
وبين الله عز وجل"
هل هو صحيح؟
وما المقصود به؟
وهل يدخل فيه خلع المرأة ثيابها في غرف القياس في المحلات التجارية؟
الإجابة
الحديث صحيح، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجه
والحاكم عن عائشة رضي الله عنها، ومعنى (خلعت ثيابها) أي تجردت
من ثيابها وأصبحت عريانة، والتعري يجوز في أحوال كالاغتسال، ويحرم
في أحوال كما إذا كان هناك من ينظر إلى العورة أو ينظر إلى مالا يحل له،
وقد فسر العلماء هذا الحديث بخلع المرأة ثيابها عند غير زوجها، وكني
عن ذلك بخلع ثيابها في غير بيتها، ويوضح ذلك رواية السنن والحاكم "في غير بيت
زوجها"،
وأما خلع المرأة ثيابها في غرف القياس في المحلات، فمعلوم أنه لا يصل فيه الخلع
إلى كشف العورة المغلظة، ومع هذا فلا ينبغي للمرأة المسلمة أن تفعل ذلك؛
لأن غرف القياس غير مأمونة من وجود عدسة تصوير أو نافذة لعين ناظر،
والعاملات في المحلات والمشاغل لَسْن من ذوات الدين في الغالب، وهَمُّهُن
الأكبر المال، فلا يؤمن أن يتواطأْن مع بعض الفجرة ولو ببيع الصور العارية،
والأخبار في هذا كثيرة ومفزعة، وإذا كان لابد من قياس الملابس فليؤت
بالمختصة إلى البيت ولو أدى إلى زيادة الأجرة مع بالغ الحذر، وقد تفنن الفجرة
والفاجرات في الحيل للوصول إلى سيء الغايات، نسأل الله العفو والعافية،
والله أعلم.
المفتي :فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
المصدر : موقع الشيخ _ حفظه الله تعالى
نفعني الله به وإياكم