الصراخ الطويل والعالي الذي تمتهنه كوادر السلطة ( الغير وطنية ) الفلسطينية مفهوم ومقبول ممن فقد شركاته ومؤسساته التجارية وخسر استثماراته في الأسهم الفلسطينية.
لكن هذا الصراخ والرغاء والعويل غير مقبول ولا مفهوم حين يكون بكاء ولطما للخدود وشقا للجيوب على الشرعية للسلطة ( الغير وطنية ) الفلسطينية .
فمن نائح ولاطم إلى معفرا خديه ورأسه بسكن ( رماد ) المواقد جزعا وحسرة على الشرعية التي قتلتها وهتكت عفتها حماس ممثلة في كتائب القسام , تتوزع الأدوار بين أحبار وكهنة السلطة الفلسطينية وبدون أسماء.
فأي شرعية هذه التي يندبونها , في الحقيقة هي شرعية القرصان على ما نهب وشرعية قُطاع الطرق على ما سلبوا وغدروا .
الشرعية في عرفين إما لشرع الله ومبايعة الأمة على أساسه ( الشرعية الإسلامية )
وإما شرعية الشارع وصناديق الانتخابات والفوز بقبول جمهور المجتمع أو الشعب.
ففي أي الحالتين تمتلك السلطة الفلسطينية الشرعية وفي أي حالة تمتلك مؤسساتها الأمنية الشرعية , واضح أن الشرعية التي تبكيها رهبان السلطة هي شرعية جورج بوش وحجار الشطرنج المحيطة بفلسطين , وواضح أن الشرعية التي يبكونها هي شرعية الرضى والقبول من تل أبيب , فالشارع الفلسطيني قد خول حماس قيادته وإدارة شؤونه في ظل الاحتلال بعد عشر سنين من صف الظلم والتجبر والفساد والإرهاب السلطوي للناس وبعد الفساد محاصصة الناس في أرزاقهم وما يمتلكون على عوز وفاقة تحت ظروف الاحتلال والحصار.
فحماس التي فازت في 75% من أصوات الشارع في أنزه انتخابات في المنطقة من حقها أن تتسيد كل المؤسسات وتديرها بحسب برنامجها , وليس من حق المهزومين ( على خط مواجهة الاحتلال وعلى خط صندوق الاقتراع ) أن يجيشوا ضدها كل مخالبهم المتمكنة من مفاصل الحياة اليومية للشعب الفلسطيني منذ أول يوم فازت , فيها كما انبرى كبير الأحبار ( دحلان ) معلنا ذلك جهاراً بعيد فوزها .
وحماس التي فازت إن شاء الله على ضوء الشرع الرباني بثباتها ومحافظتها على حقوق الأمة في فلسطين وبذل الدماء الغزيرة في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد التفريط الكبير وبعد البيع الشهير لفلسطين , وسعيها لتنقية المجتمع الفلسطيني من الفساد والإفساد ونشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة , حماس هذه هي الأقرب للشرعية الربانية .
هذه الحالة الشيطانية تشبه وعد بلفور , فهي تعطي الشرعية لمن ليس له شارع يستند إليه , وتحرم الشارع الفلسطيني من شرعيته وحقه في اختيار من يقوده , هذا بحسب مفاهيم الشرعية الأممية ( الوضعية ) التي يتباكى عليها اللاطمون , فمن هو الذي يقود الانقلاب ؟؟