انا لله وانا اليه راجعون

فقدت عائلة بتاجموت شمال غرب الأغواط، صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك طفلة صغيرة، جرفتها مياه الساقية المقابلة لمسكن جدها بحي الجبور بذات البلدية.

*
*
الضحية (ص. خديجة) لم يتعد عمرها 16 شهرا خرجت صبيحة العيد إلى الشارع بحلتها الجديدة، فوقعت في الساقية التي يستغلها فلاحو البساتين، والواقعة أمام مسكن جدها على غرار المساكن المجاورة، ولكون منسوب مياهها كان كبيرا، بعد أن بلغ الذروة هاته الأيام تزامنا والأمطار الأخيرة، غرقت الطفلة وجرفتها المياه مسافة معتبرة، حتى تراءت لأحد المارة جثة هامدة عالقة بإحدى جنبات الساقية، ما استدعى منه نقلها والتبليغ عنها، وعلى أنقاض ذلك فتحت فرقة الدرك الوطني بتاجموت تحقيقا معمقا لمعرفة ملابسات وحيثيات الواقعة غير المسبوقة، ومن جهتها مصالح الحماية المدنية نقلت الضحية إلى مستشفى الأغواط، قبل إعادة جثمانها ودفنها بمقبرة تاجموت في جو جنائزي مهيب تقشعر له الأبدان في أول أيام العيد، مخلفتة حسرة كبيرة وحزنا عميقا في قلوب كل سكان تاجموت، ولم تكتمل إذ ذاك فرحة العيد في أوساط الجميع الذين بينهم الوالدة المسكينة التي لم تكن تدري بأنها زينت ابنتها بحلتها الجديدة لتزفها عروسا إلى مثواها الأخير، تاركة خلفها أخويها عبد السلام وإنصاف يترقبان عودتها في كل حين، لكن هيهات وقد أرادها الله إلى جواره، وتلك مشيئة المولى الذي لاراد لقضائه.