بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ,,,
استغلال الإجازة الصيفية في الخير
خطبة قيمة .. و فيها تذكرة للنفس
لفضيلة الشيخ أيمن سامي
الحمد لله رب العالمين يرفع أقدار المخلصين و يؤيد بنصره المؤمنين العاملين المتقين
و أشهد أن لا إله إلا الله حده لا شريك له جعل في تعاقب الليل و النهار عبرة لأولي الأبصار
و أشهد ان محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى المختار بلغ الرسالة و أدى الأمانة
و نصح الأمة اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد أفضل صلاة و أزكى سلام
و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
ثم أما بعد عباد الله :
فأوصي نفسي و إياكم بتقوى الله عزوجل و أحثكم على طاعته و العمل في مرضاته
( و أن ليس للإنسان إلا ما سعى و أن سعيه سوف يرى
ثم يجزاه الجزاء الأوفى و ان إلى ربك المنتهى )
أيها الأخوة المؤمنون :
ها هو الصيف ينزل بنا جميعا بحره و ما فيه من انتهاء العام الدراسي
و دخول الإجازة الصيفية وما يحدث فيها من فراغ كبير بين أبناءنا الطلاب
حيث يقع كثير منهم في الغبن الذي حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم
( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة و الفراغ )
وهاتان النعمتان متوفرتان الآن لأبناءنا
فلا أدري أيكون أبناءنا من المنتفعين بأوقات فراغهم و صحتهم
أم يكونون من المضيعين لهاتين النعمتين ؟؟
فالفراغ من أهم النعم الذي ينبغي للإنسان استغلالها في طاعة الله و العمل الصالح
الذي يعود عليه و على أهل بيته ووطنه و أمته بالنفع في الدنيا و الآخرة
فالعمر مهما طال فهو في تناقص يوما بعد يوم
و الإنسان لا يستقبل يوما من أيامه إلا بمضي جزء من حياته
و إن الزمن سائر في طريقه بلا رجعة فما مضى فيه لا يرجع و لا يعود
و ما فات من الوقت فات
و ها هو العمر يمضي بسرعة عجيبة
يقول الحسن البصري :
ما من يوم ينشفق فجره إلا نادى مناد من قبل الحق :
يا ابن آدم أنا خلق جديد و على عملك شهيد
فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة
ومع هذا فإن كثيرا من الناس يظلمون أنفسهم و يهضمون حقوقهم
و لا يهتمون بواجبهم بسبب انصرافهم للهو و اللعب
و قضاء الأوقات فيما لا ينفع و تركهم الإنتفاع بصحتهم و أوقات فراغهم
ناهيكم يا عباد الله بمن يلهث خلف شهوات النفس و هواها
و ليس هذا شأن المؤمنين و المستمسكين بأحكام الدين
لذا ذم الله الكفار فقال :
( و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم )
أما المؤمنين بالله ورسوله الراغبون في النعيم الأبدي و الخلود الأخروي
فإن حياتهم جد و اجتهاد و صبر و مصابرة و اغتنام للوقت
يقول الله تبارك و تعالى :
( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات
و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر )
أيها المسلمون إن كل إنسان مرهون بعمله و مسئول عن نفسه و أولاده
فواجب عليه أن ينقذ نفسه أولا بتزكيتها و إصلاحها و أن ينقذ أهله و أولاده ثانيا
بحسن الرعاية و التهذيب و كمال التأديب فيتعاهد أولاده بالأدب الصحيح و التربية الحسنة
و يلزمهم بأخلاق الإسلام و يمنع عنهم أسباب الإنحراف و الإنشقاق و سوء الأخلاق
محذرا إياهم مما تبثه الفضائيات من أفلام و برامج و مسلسلات
الهدف من وراءها إيجاد ثقافة عالمية غير ملتزمة بخلق و لا منقادة لدين
و لما كان الإنسان المسلم مسئول أمام الله عن صون أسرته و الحفاظ عليها
لتكون نموذج للخلق و القيم التي أمر الله تبارك و تعالى كانت تعاليم القرآن واضحة :
(يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة
عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون )
فأوصيكم أن تحثوا أبناءكم أن يلتحقوا بالمراكز الثقافية
و الدينية لأكتساب الثقافة و المعارف
هذا وبارك الله لي و لكم في القرآن العظيم و نفعنا و إياكم بما فيه من الذكر الحكيم
ونسأله تعالى توبة صادقة و هداية راشدة و إلهام إلى ما يؤدي بنا للعمل الصالح
فنسارع في كسب رضاهو نيل ما نتمناه جنات الخلد
التي وعد الرحمن عباده بالغيب .. اللهم آآمين
